14‏/11‏/2017

حسن أحراث// الشهيد عبد اللطيف زروال: أي حضور الآن؟

المناضل عبد اللطيف زروال أحد رموز الثورة المغربية استشهد تحت سياط الجلاد بالأقبية السرية ل"درب م. الشريف" سيء الذكر في 14 نونبر 1974 بمدينة الدار البيضاء..

 إنها نفس الأقبية التي أزهقت فيها أرواح العديد من المناضلين الثوريين، من قبل ومن بعد.. إنها جرائم لا يقبل معها النسيان أو التقادم. والقفز عليها يعتبر تواطؤا مفضوحا، وخاصة بالنسبة لمن وضع يده في يد النظام أمام الملأ وبدون خجل!! وهنا ينضاف الى التواطؤ التنكر الفعلي للشهداء ولدرب الشهداء.. أما الشعارات الحماسية والفضفاضة، فلم تكن يوما تعبيرا حقيقيا عن الواقع.. إنها شعارات خادعة..
بدوره، ضحى الشهيد زروال بحياته لتحيا الثورة المغربية، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.. فلم يستشهد من أجل صحن عدس، ولم يستشهد من أجل امتطاء صهوة المنصات أو من أجل المهرجانات الخطابية المغلقة.. كما لم يستشهد من أجل "قانون الأحزاب".. 
استشهد عبد اللطيف زروال في خضم بناء الحزب الثوري، حزب الطبقة العاملة، القادر على تنظيم وتأطير أوسع الجماهير الشعبية وفي طليعتها الطبقة العاملة..
لقد أدرك الشهيد مبكرا ضرورة الحزب الثوري.. والتبني الحقيقي للشهيد زروال يبتدئ بالانخراط في المعركة التي وضع لبناتها الأولى. وعموما، فتبني الشهيد يعني تبني مرجعيته الإيديولوجية ومواقفه السياسية ومساره النضالي. ليس طبعا بالمعنى الدوغمائي الجامد، وليس أيضا بمعنى التخلي عنها تحت ذريعة التطوير وما يلي ذلك من عناوين الردة والتحريفية. فانتماء الشهيد الى الماركسية اللينينية واضح وكذلك موقفه من النظام القائم والقوى الرجعية بمن فيها الظلامية والشوفينية ومن القوى الإصلاحية كذلك. أما التعاطي العلمي مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فيفرض العمل المبدع والخلاق (التحليل الملموس للواقع الملموس) من أجل تفكيكه وتشريحه لنكون أقدر على التأثير فيه وتغييره جذريا..
وسنظل نؤكد أن درب الشهداء للشهداء وللمخلصين للشهداء مرجعية وموقفا.. ومن اختار مرجعية أخرى أو مواقف أخرى وأسس لممارسة أخرى، فليختر الدرب الذي يتناسب واختياره وليترك الشهداء للشهداء وللمخلصين للشهداء.. فمن الانتهازية المقيتة رفع صور الشهداء كمظلة لفعل يتناقض وما قدم الشهداء دمهم من أجله.. ومن الإجرام الذي لا يغتفر توظيف رمزية الشهداء في مشاريع سياسية بعيدة كل البعد عن طموحات الشهداء وتطلعاتهم..
لنحترم الشهداء وتضحياتهم، ولنواصل مشوارهم بإخلاص... 
لنبرهن عن حضور الشهيد عبد اللطيف زروال حيا في دمنا وفي صفوفنا..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق