12‏/11‏/2017

حسن أحراث// الغائب الحاضر محمد موسى..ذكرى الرحيل الأولى (14 نونبر 2017)

ترجل فارسنا قبل الأوان. غادرنا في عز حاجتنا اليه.. لم يكن لديه اختيار، لقد أرغم على الرحيل المبكر. ربما ترك لنا بعض العتمة لنفك لغز الرحيل ولنكمل المسار؛
فعندما يترجل الفارس يكون على مشارف الانتصار.. لنواصل معركة الحياة بأمل وحب، ونؤدي الرسالة بأمانة. تلك كانت أمنية الفقيد محمد موسى التي شد عليها بالنواجد طيلة حياته..
كم كنا نسعد برفقته، كم كنا نفرح كأطفال ونتسابق على البوح في محرابه الوثير بأسرارنا الصغيرة!! وكم كان يعشق صدقنا وتلقائيتنا، كم كان يتحمل أنانيتنا وينصت الى أنيننا ويتيه في أحزاننا وفي أفراحنا!!
مسؤوليتنا اليوم وغدا أن نفي بعهد الفقيد موسى، وأن نخلص للمبادئ الرفيعة التي وحدت مشاعرنا وعقولنا. مسؤوليتنا أن نؤازر بعضنا البعض، وأن نواجه المستقبل بجرأة وأناة..
لم يكن الفقيد يحلم بالمستحيل، عاش بسيطا لدرجة الزهد، وكان ينشد البساطة في صيغة السهل الممتنع. كان وفيا في حبه ومخلصا في صداقته وصادقا في قوله وفي فعله..
عاش الحياة، مرها وحلوها. قاوم إغراءاتها وبشاعتها.. ظل صامدا ومبتسما حتى آخر رمق.. لم يهزمه المرض ولا غدر الزمن..
لن ننسى بكاءه الصامت عندما كانت تضغط على أضلاعه كوابيس المحنة. كان يذرف دموع القوة دون أن نراها. إنها خصال العظماء.. 
كان واحدا من جنود الخفاء منذ بدايته.. كان الى جانب زملائه أطر التوجيه والتخطيط التربوي قلبا وقالبا، خاصة بنيابتي/مديريتي سلا والصخيرات تمارة. كان يقف إجلالا للشهداء والقضايا العادلة عبر العالم. كان يدعم بعيدا عن الأعين والآذان المعتقلين السياسيين وعائلاتهم.. خرج بحرقة الى الشارع في 20 فبراير 2011 وبعدها.. تابع بانفعال وحماس زائدين ثورتي تونس ومصر المغدورتين.. رحل وفي دمه شيء من الغد السعيد...
سيبقى الرمز محمد موسى حيا فينا دائما وأبدا. سنلجأ الى حكمته وتفاؤله كلما تعمقت جراحنا أو ضاقت بنا السبل.. 
وليس صدفة أن يجتمع زملاؤه بمديرية الصخيرات تمارة في لقاء حميمي عشية الذكرى الأولى لرحيله (الصورة رفقته يوم الأربعاء 8 نونبر 2017. تصوير الزميلة سميرة بيكردن)..
الصورة الأخرى: 
أحراث الى جانب الفقيد موسى، ثلاثة أيام قبل رحيله المفاجئ؛
إضافة:
صادف رحيل محمد موسى ذكرى شهيد الشعب المغربي عبد اللطيف زروال الثانية والأربعين (42)



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق