25‏/10‏/2017

حمان الأطلسي// هل يريد النظام إرجاع الصراع الى طاولته؟

لم يكن غريبا او مستبعدا أن يقدم النظام على خطوة التضحية ببيادقه في الوزارات أو في الإدارات من باب "تبراد الطرح" واستيعاب التناقضات بما يخدم مصلحته الطبقية.

 لا ننفي أنه لولا نضالات أبناء شعبنا بمنطقة الحسيمة لما سقطت هذه الرؤوس. لقد كشف تطور الصراع بها فشل النظام في التعاطي مع مثل هذه الوقائع، كما بين بالملموس عجز المناضلين عن مواكبة الصراع ومحورته بما يخدم المصالح الطبقية للعمال والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين. لكن النظام كان حاضرا بفرض لغته القمعية لإعادة هبة سلطته التي بات يفقدها بفضل تطور الصراع الطبقي ببلادنا وكذاك تجارب شعوب مضطهدة أخرى (تونس ومصر...). ورغم عللها ونقائصها، فقد كسرت جزئيا هاجس الخوف عند الشعوب وغذت روح القتالية. إن اعتماد المقاربة القمعية ليس جديدا بالنسبة للنظام، إذ هي الثابت الذي لا غنى عنه. فلا يمكن للنظام الحفاظ على علاقة الانتاج القائمة ومصالحه الطبقية دون أن يكون القمع ورقته الأولى والأخيرة تحت مسمى "هبة الدولة "، وهي في الحقيقة هبة مصلحته الطبقية.
إن إقدام النظام على خطوة الاعفاءات في صفوف جنوده المتخمين بأموال الشعب في هذه الظرفية، وبالخصوص أرضية الإعفاء هي "منارة المتوسط"، وكأنه بفعله هذا يريد أن يرجع الصراع والتضحيات التي واكبته الى أحضانه وبما يخدم مصالحه ومشاريعه. فالشعب لم يخرج للاحتجاج على هذه الأرضية، لأنها مشاريع تهدف في مضمونها حماية وتثبيت المصالح الطبقية للنظام بالمنطقة. أما وإن كانت بها بعض المشاريع البسيطة، فهي من باب "زوق تبيع". إن تضحيات الشهداء وأبناء شعبنا هي أبعد وأعمق من مثل هذه المشاريع التافهة. إن لسان حال النظام كأنه يقول خرجتم للاحتجاج على شيء كان موجودا بالقوة، إلا أن المعفيين لم ينقلوه الى الوجود بالفعل لذا حاسبناهم. وانجرار البعض الى الإشادة بهذه الخطوة هو من باب التطبيل للنظام ومسح جرائمه الماضية والحاضرة والآتية. إنها محاولة لطي الصراع واحتوائه، وبالمقابل عزل منطقة الريف سياسيا وإعلاميا، وأيضا محاولة لإفراغ المطالب المشروعة من محتواها الحقيقي. وبالتالي ودفع أي احتجاج نحو مشاريع النظام، أي لا احتجاج خارج ما يريده النظام. فهذا الأخير لا يخطئ، والمخطئ هم فقط أزلام النظام غير "المتفانين" في عملهم وغير "المخلصين"..
ينبغي الحذر من هذه الخطوات، حتى لا يسهل على النظام جر أي حركة نضالية الى مستنقعه وإفراغها من محتواها الكفاحي. لنسمي الاشياء بمسمياتها، إنها مسرحية متقنة الاخراج لجمهور السدج وإعلام آخر زمان.. فلا زلزال ولا هم يحزنون..



شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:

  1. فعلا.. لا زلازال ولا عاصفة هي فقط مصطلحات زينة بها صفحات الاعلام الاصفر بل في جوهرها وصلبها مسرحية ممخزنة لتوجيه النقاش العام حول تفاهة

    ردحذف

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية